[ ص: 32 ] ثم قال "المسلك الثالث:
وهو أنه تعالى إن كان محتاجا إلى ذلك المحل كان ممكنا لذاته؛ لأن المحتاج إلى الغير ممكن لذاته، ولكان ذلك المحل غنيا عنه، فكان واجبا لذاته أو لشيء آخر غيره، فيلزم وجود موجودين واجبي الوجود وهو محال، وإن لم يكن محتاجا إلى ذلك المحل كان غنيا عنه، والغني بذاته عن المحل يستحيل أن يعرض له
[ ص: 33 ] ما يحوجه إلى المحل لأن العرضيات لا تزيل الصفات الذاتية". قال: وفي هذا المسلك مباحث، وهو أعم من المسلكين السالفين؛ لأنهما ينفيان حلول الله في الجسم، وهذا المسلك ينفي حلوله في المحل سواء كان ذلك المحل جسما أو غير جسم.