الوجه الثالث:
قولك: "ما لأجله يكون المحدث محدثا: إما أن يكون أزليا أو لا يكون" ما تعني به؟ أتعني به ما يجب وجود الأثر عنده؟ أم تعني به ما لأجله يجوز أن يكون فاعلا مثل قدرته وغيرها من صفاته؟ فإن قال: أعني الأول. قيل: ليس ذاك بأزلي، ولا نسلم بأنه محتاج إلى حصوله في كون المحدث محدثا، وإن سلمنا أنه لابد منه، فلا نسلم لزوم التسلسل وإن أريد به الثاني فهو أولى؛ ولكن ليس ذلك بموجب لوجود الأثر عنده.