فصل
وباعتبار هذه القوى كانت الفضائل ثلاثا :
فضيلة العقل والعلم والإيمان التي هي كمال القوة المنطقية .
وفضيلة الشجاعة التي هي كمال القوة الغضبية ، وكمال الشجاعة هو الحلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688164«ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » . والحلم والكرم ملزوزان في قرن ، كما أن كمال القوة الشهوية العفة . فإذا كان الكريم عفيفا والشجاع حليما اعتدل الأمر .
وفضيلة السخاء والجود التي هي كمال القوة الطلبية الحبية ، فإن السخاء يصدر عن اللين والسهولة ورطوبة الخلق ، كما تصدر الشجاعة عن القوة والصعوبة ويبس الخلق .
فالقوة الغضبية هي قوة النصر ، والقوة الشهوية هي قوة الرزق ، وهما المذكوران في قوله :
أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف [قريش :4] . والرزق والنصر مفسران في الكتاب والسنة وكلام الناس كثيرا .
وأما
الفضيلة الرابعة التي يقال لها العدالة فهي صفة منتظمة للثلاث ، وهو الاعتدال فيها . وهذه الثلاث الأخيرات هي الأخلاق
[ ص: 98 ] العملية ، كما جاء في حديث
سعد لما قال فيه
العبسي : إنه لا يقسم بالسوية ، ولا يعدل في القضية ، ولا يخرج في الشهادة .