وذكر سبحانه الراقي دون الطبيب الذي يسقي الدواء ونحوه ؛ لأن تعلق النفوس بالرقى أعظم ، ولهذا قال في
صفة المتوكلين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657329«هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون » .
والروح إذا بلغت التراقي قد يتعذر عليها الطعام والشراب ، فلا يبقى إلا ما تتعلق به من الاسترقاء والدعاء ونحوه ، وكان ذلك أعظم الأسباب .
قال تعالى :
والتفت الساق بالساق ، قال الوالبي في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
والتفت الساق بالساق يقول : آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ، فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رحم الله .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر من حديث
سلمة بن سابور عن
عطية عن ابن
[ ص: 121 ] عباس :
والتفت الساق بالساق ، قال : الدنيا بالآخرة ، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله :
والتفت الساق بالساق أمر الدنيا بأمر الآخرة ، وإنما لزوم الأمر عند الموت .
ومن حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن
كثير بن زياد عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن في قول الله :
والتفت الساق بالساق قال : ساق الآخرة وساق الدنيا ، أما سمعتم الشاعر يقول :
قد قامت الحرب بنا على ساق
قد تبين الفتح لمن هو ؟
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في قوله :
والتفت الساق بالساق قال : الساق للدنيا بساق الآخرة .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة :
والتفت الساق بالساق قال : مثل شمرت عن ساقها .
[ ص: 122 ]
وفيها قول ثان عن
بشير قال سألت
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قلت : أرأيت قول الله :
والتفت الساق بالساق الآية ، قال : هما ساقاك إذا التفتا .
ومن حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
والتفت الساق بالساق قال : أما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله الأخرى .
ومن حديث
شيبان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
والتفت الساق بالساق : ماتت ساقاه فلم تحملاه ، وقد كان عليهما جوالا .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي في قول الله :
والتفت الساق بالساق ، قال : ساقا الميت .
وقد يقال : الآية تعم المعنيين جميعا .
إلى ربك يومئذ المساق قال
ابن ثور عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
إلى ربك يومئذ المساق قال : في الآخرة .
وقوله : «في الآخرة » لا يمنع أن يكون عند الرب ، كما قال من قال : التفت ساق الدينا بساق الآخرة ، وهو بالموت . كما قال تعالى :
حتى إذا [ ص: 123 ] جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق [الأنعام :61 - 62] . وقد دخل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان على
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في مرضه ، فقال : كيف تجدك ؟ فقال : أجدني مردودا إلى الله مولاي الحق .
وقال تعالى :
قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون [السجدة :11] ، وقال تعالى :
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي [الفجر :27 - 30] . وهذا الرد والرجوع مساقها إلى الله ، وهو هذا المعاد الذي يكون عند الموت . وقول المسترجع : «إنا لله وإنا إليه راجعون » يعم هذا وغيره . وهذا هو التوفي ، كما قال تعالى :
الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت [الزمر :42] ، وقال تعالى :
قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون [السجدة :11] .
وقوله تعالى :
إن إلى ربك الرجعى [العلق :8] ، و
إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه [الانشقاق :6] ونحو ذلك يتناول هذا وهذا .
وأول ما أنزل الله على رسوله سورة «اقرأ » ، ذكر فيها الإيمان بالله واليوم الآخر ، وذكر فيها حال الإنسان بين مبدئه ومعاده المذموم وحاله الممدوح ، فذكر حال الأشقياء والسعداء ، إذ قوله :
اقرأ باسم ربك الذي [ ص: 124 ] خلق إلى قوله :
الأكرم [العلق :1 - 3] تقرير للخلق والربوبية ، كما بيناه في غير هذا الموضع . وقوله :
إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى [العلق :6 - 7] ، وهو لحاله المذموم ، وقوله :
إن إلى ربك الرجعى ذكر للمعاد ، وما بعد ذلك ذكر حال المؤمن وحاله مع الكافر .