وقيل : إن
صفة العلو هل هي صفة كمال ؟
فذكرت أن فيها قولين :
من الناس من يقول : ليست بصفة نقص ولا كمال ، كما يقوله كثير
[ ص: 192 ] من المتكلمين من
الأشعرية وغيرهم في صفات الفعل مثل الخلق والرزق ، إذ لو كانت صفة كمال لوجب اتصافه بها في الأزل ، وهو منزه عن النقائص سبحانه وتعالى .
ومنهم من يقول : بل هي صفة كمال . ثم منهم من يقول : هي قديمة وإن تأخر أثرها ، كما يقولونه في الصفات الفعلية من الربوبية وغيرها ، وصفة العلو استحقاقه للعلو عند وجود المخلوق . ومنهم من يقول : هذه من الأمور النسبية الإضافية ، وتجدد النسب والإضافات جائز باتفاق العقلاء ، وهي صفة كمال لا يستحق لذلك إلا حين وجود المخلوق ، وقبل وجود المخلوق يمتنع ثبوتها ، فلا يقال صفة نقص ولا كمال .
وقال لي نائب السلطان -أيده الله وسدده- في ضمن الكلام : هذا الذي كتبته تقوله من عندك ؟
فقلت : ليس في هذا لفظ واحد من عندي ، وإنما هو من كتاب الله وسنة رسوله وألفاظ سلف الأمة أو ألفاظ من نقل مذاهب سلف الأمة وأهل السنة من الأئمة الموثوق بهم .