[ ص: 404 ]
مسألة
في النسبة إلى الخرقة
[ ص: 406 ] سئل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية عن نسبته إلى الخرقة .
فأجاب ، فقال :
الحمد لله ، أما بعد ، فإن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته ، كما قال تعالى :
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذاريات :56] ، وبعث إليهم رسلا اصطفاهم يدعونهم إلى دينه الذي ارتضاه لنفسه ، وهو دين الإسلام ، وإن تنوعت شرائعهم ومناهجهم ، كما قال تعالى :
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه [الشورى :13] .
قال تعالى :
يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا [المؤمنون :51] .
قال :
واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون [الزخرف :45] .
وقال تعالى :
ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة [النحل :36] .
وختمهم بسيد ولد آدم خاتم النبيين وإمام المرسلين إذا اجتمعوا ، وخطيبهم إذا وفدوا ، وشفيع الخلائق يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم ، بعثه
[ ص: 408 ] بأفضل المناهج وأعلى الشرائع ، وأتم عليه وعلى أمته النعمة ، وأكمل لهم الدين ، فقال تعالى :
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا [المائدة :48] .
وقال تعالى :
ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون [الجاثية :18] .
وقال تعالى :
لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه [الحج :67] ،
ولكل وجهة هو موليها [البقرة :148] .
وفرض على أهل الأرض عربهم وعجمهم وإنسهم وجنهم الإيمان به وطاعته ، فإن النبي قبله كان يبعث إلى قومه خاصة ، وإن
محمدا صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى الناس عامة ، كما قال تعالى :
وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا [سبأ :28] ، وقال تعالى :
يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا [الأعراف :158] . وقال تعالى :
من يطع الرسول فقد أطاع الله [النساء :80] . وقال :
ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم [النساء :69] . وقال تعالى :
ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها [النساء :13 - 14] .