[ ص: 164 ] ومما سئل شيخ الإسلام رضي الله عنه، وهو:
مسألة:
هل صلى أحد من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه إلى المشرق، أو المغرب، أو إلى بيت المقدس؟
وهل بعث الله نبيا بغير دين الإسلام؟
وما سبب صلاة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس؟
وهل صخرة
بيت المقدس أفضل من غيرها من الحجارة؟
وهل
يأجوج ومأجوج من ولد آدم صلى الله عليه وسلم؟
والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=662242«أول الآيات طلوع الشمس من مغربها»، فهل ذلك قبل خروج
الدجال ونزول
عيسى ابن مريم وخروج
يأجوج ومأجوج أم لا؟
الجواب: الحمد لله. لم يصل أحد من الأنبياء إلى المشرق ولا إلى المغرب، بحيث يتخذونه قبلة.
وكذلك
بيت المقدس، إنما صلى إليه من صلى من الأنبياء لأجل قبة العهد التي جعلت عليها، وإليها كان موسى صلى الله عليه وسلم يصلي في التيه.
[ ص: 165 ]
ولم يكن لله عز وجل نبي ولا ولي إلا على دين الإسلام، وهو عبادة الله وحده لا شريك له بما أمر به، فهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره في كل زمان ومكان.
والله أمر
محمدا صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام أن يصلي إلى بيت المقدس، فصلى إليها بعد الهجرة نحو سنة ونصف، ثم صرفت القبلة إلى
الكعبة، وكان من حكمة ذلك ما دل عليه قوله تعالى:
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه [البقرة: 143]، فأراد الله تعالى أن يمتحن عباده بأن يصلوا إلى قبلة ثم يصرفوا عنها; ليتبين من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه،
وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله [البقرة: 143].
وأما الصخرة، فهي كغيرها من أرض المسجد الأقصى، لا فضيلة لها بعد النسخ، مثل يوم السبت ويوم الأحد.
ويأجوج ومأجوج من ولد آدم، كما ثبت ذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبارهم في الأحاديث الصحيحة لا تتسع لها هذه الورقة في صحيح مسلم وغيره.
وأول الآيات السمائية طلوع الشمس من مغربها، وأما
الدجال ونحوه
[ ص: 166 ] فليس هو من الآيات السمائية، وذلك يكون قبل طلوع الشمس من مغربها; فإن طلوع الشمس من مغربها آية على انتقاض الفلك والعالم العلوي، وهو آية بينة على القيامة الكبرى، بخلاف الآيات الأرضية، فإنها لا تدل بمجردها على ذلك، ولكن علم أنها من أشراط الساعة بإخبار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
* * *