وأما الاجتماع يوم الثالث والسابع وتمام الشهر والحول ونحو ذلك على ما ذكره فهو بدعة مكروهة من وجوه، أحدها: أن إنشاد الشعر الفراقي في المأتم من النياحة، وكذلك كل ما فيه تهييج المصيبة، وكذلك الذين يتسمون الوعاظ، وإنما هم نواحون. وإذا كان النساء قد نهين عن ذلك مع ضعف قلوبهن فكيف بالرجال؟ مع أن النساء يباح لهن من الغناء وضرب الدف ما لا يباح للرجال، ألا ترى أنه رخص فيما لا يمكن دفعه من دمع العين وحزن القلب، والنساء نهين عن الأسباب المهيجة للنياحة من اتباع الجنائز وزيارة القبور سدا للذريعة، بخلاف الرجال، فإنهم لقوة قلوبهم لم ينهوا عن ذلك. [ ص: 136 ]