وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=651221 "إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا على حزن القلب، ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم" وأشار إلى لسانه، فهذا أيضا حق، وهذا كقوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683783 "ما كان من اليد واللسان فمن الشيطان، وما كان من العين والقلب فمن الله" .
والميت إنما يعذب بما نهي عنه لا بما أبيح له، ولهذا جاء مفسرا أنه
النياحة، وهو البكاء بالمد، فإن من الناس من يقول: البكاء بالمد هو الصوت، وأما بالقصر فهو الدمع، زيادة اللفظ كزيادة المعنى، وينشدون:
[ ص: 141 ] بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
وأما من يكون في المسجد من مصل وقارئ ومحدث ومفت ونحوهم من يفعل في المسجد ما بني له المسجد، فليس لبعضهم أن يؤذي بعضا، ففي السنن
nindex.php?page=hadith&LINKID=699094أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقرآن، فقال: "أيها الناس! كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة". فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - المصلين أن يجهر بعضهم على بعض بالقراءة. ومن هذا أن يكون القوم قد صلوا وهم يذكرون الله بعد صلاة الفجر وغيره، فيقوم بعض من يصلي منفردا أو مسبوقا، فيرفع صوته عليهم بالقراءة حتى يشغلهم.