والمنفرد لا يستحب له الجهر عند كثير من العلماء،
nindex.php?page=showalam&ids=12251كأحمد في المشهور عنه وغيره، فإن
الجهر إنما يشرع للإمام الذي يسمع المأمونين، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=667173 "وإذا قرأ فأنصتوا" . ومن استحب الجهر للمنفرد فإنه ينهاه عن جهر يرفع به صوته على غيره كما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل يجهر جهرا خفيا أو يدعه، لما فيه من إيذاء الغير الذي ينهى عن إيذائهم. ألا ترى أن استلام الحجر وتقبيله مستحب، فإذا كان هناك زحمة وفي ذلك إيذاء للناس فإنه ينهى عنه، كما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم -
[ ص: 142 ] nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن ذلك، ففي المسند عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=934766أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر! إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله وهلل وكبر". وعن
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=100932قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغنا من الطواف بالبيت: "كيف صنعت يا أبا محمد في استلام الركن؟ "، قلت: استلمت وتركت، قال: "أصبت" رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم ابن حبان في صحيحه
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في معجمه .
وهذا كما أن
رفع الصوت بالتلبية والأذان ونحو ذلك سنة، ثم لما كان رفع المرأة صوتها مفسدة نهي عما فيه المفسدة، وجعل جهرها بالتلبية بقدر ما تسمع رفيقتها. وأمثال ذلك في الشريعة كثير، والله أعلم.
قاله أحمد بن تيمية أيده الله تعالى.