[ ص: 295 ] مسألة
في إخوة
يوسف هل كانوا أنبياء؟
[ ص: 296 ] [ ص: 297 ] الذي يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار أن
إخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن ولا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بل ولا عن أصحابه خبر بأن الله تعالى نبأهم. وإنما احتج من قال إنهم نبئوا بقوله في آيتي البقرة والنساء
والأسباط ، وفسر الأسباط بأنهم أولاد
يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه بل ذريته، كما يقال فيهم أيضا "بنو إسرائيل"، وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني
إسماعيل.
قال
أبو سعيد الضرير: أصل السبط شجرة ملتفة كثيرة الأغصان .
فسموا الأسباط لكثرتهم، فكما أن الأغصان من شجرة واحدة، كذلك الأسباط كانوا من
يعقوب. ومثل السبط الحافد، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين سبطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأسباط حفدة
يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر. وقال تعالى:
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما ، فهذا صريح في أن الأسباط هم الأمم من بني إسرائيل، كل سبط أمة، لا أنهم بنوه الاثنا عشر. بل لا معنى لتسميتهم قبل أن تنتشر عنهم الأولاد أسباطا، فالحال أن السبط هم الجماعة من الناس.
ومن قال: الأسباط أولاد
يعقوب، لم يرد أنهم أولاده لصلبه، بل أراد ذريته، كما يقال: بنو إسرائيل وبنو آدم. فتخصيص الآية ببنيه
[ ص: 298 ] لصلبه غلط، لا يدل عليه اللفظ ولا المعنى، ومن ادعاه فقط أخطأ خطأ بينا .
والصواب أيضا أن كونهم أسباطا إنما سموا به من عهد موسى للآية المتقدمة، ومن حينئذ كانت فيهم النبوة، فإنه لا يعرف أنه كان فيهم نبي قبل
موسى إلا
يوسف. ومما يؤيد هذا أن الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية
إبراهيم قال:
ومن ذريته داود وسليمان الآيات ، فذكر
يوسف ومن معه، ولم يذكر الأسباط، فلو كان إخوة
يوسف نبئوا كما نبئ
يوسف لذكروا معه.