مسألة
في حديث
قيس يقول صلى الله عليه وسلم :
"واعلم يا قيس أنه لا بد لك من قرين يدفن معك وهو حي، وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريما أكرمك، وإن كان لئيما أسلمك، ثم لا يحشر إلا معك، ولا تسأل عنه، ألا وهو فعلك أو عملك". فهل ذلك كذلك من كون عمل الإنسان يبرز له في قبره في صورة، فإن كان صالحا كان شابا حسن الوجه طيب الريح فيأنس به، وإن كان طالحا فبعكسه فيستوحش منه إلى يوم القيامة أم لا؟
الجواب
الحمد لله، أما هذا المعنى فقد روي في أحاديث حسان بأن العمل الصالح يصور لصاحبه صورة حسنة، والعمل السيئ يصور لصاحبه صورة قبيحة، فالأولى تنعم صالحا والثانية تعذبه.
وجاء أيضا مخصوصة بأعمال مثل قراءة القرآن وغيرها من الأعمال، وذلك في البرزخ في القبر وفي عرصات القيامة، فأما جري الأعمال بالعمال فإن كان معناه أن عبورهم على الصراط
[ ص: 194 ] يكون بحسب أعمالهم الصالحة، فمنهم من يجري كالبرق، ومنهم من يجري كالريح، ومنهم من يسعى كأجاويد الخيل، ومنهم من يسعى كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، وذلك على قدر أعمالهم الصالحة، فهذا حق.
وأما تصوير العمل لصاحبه على الصراط فهذا لم يبلغني فيه شيء، والله أعلم.
[ ص: 195 ]