ويزيد هذا الذي ولي الملك هو أول من غزا القسطنطينية ، غزاها في خلافة أبيه nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية . وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "صحيحه" عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652707 "أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له" .
ومن قال إن
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد هذا كان من الصحابة فهو كاذب مفتر ، يعرف أنه لم يكن من الصحابة ، فإن أصر على ذلك عوقب عقوبة تردعه .
وأما من قال إنه كان من الأنبياء فإنه كافر مرتد يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
ومن جعله من الخلفاء الراشدين المهديين فهو أيضا ضال مبتدع كاذب .
ومن قال أيضا إنه كان كافرا ، أو إن أباه
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية كان كافرا ،
[ ص: 148 ] وإنه قتل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين تشفيا وأخذا بثأر أقاربه من الكفار فهو أيضا كاذب مفتر ، ومن قال إنه تمثل لما أتي برأس
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين :
لما بدت تلك الحمول وأشرفت تلك الرؤوس على ربى جيرون نعق الغراب فقلت نح أو لا تنح
فلقد قضيت من النبي ديوني
أو "من الحسين ديوني" .
والديوان الشعري الذي يعزى إليه عامته كذب ، وأعداء الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام ، ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر ، كقولهم إنه أنشد :
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا الكبش من أقرانهم وعدلناه ببدر فاعتدل
وأنه تمثل بهذا ليالي الحرة فهذا كذب .
وهذا الشعر
لعبد الله بن الزبعرى أنشده عام
أحد لما قتل المشركون
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة ، وكان كافرا ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه ، وقال أبياتا يذكر فيها إسلامه وتوبته .
[ ص: 149 ]
فلا يجوز أن يغلى لا في
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد ولا غيره ، بل لا يجوز أن يتكلم في أحد إلا بعلم وعدل .
ومن قال : إنه إمام ابن إمام ، فإن أراد بذلك أنه تولى الخلافة كما تولاها سائر خلفاء
بني أمية والعباس فهذا صحيح ، لكن ليس في ذلك ما يوجب مدحه وتعظيمه ، والثناء عليه وتقديمه ، فليس كل من تولى أنه كان من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ، فمجرد الولاية على الناس لا يمدح بها الإنسان ولا يستحق على ذلك الثواب ، وإنما يمدح ويثاب على ما يفعله من العدل والصدق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد وإقامة الحدود ، كما يذم ويعاقب على ما يفعله من الظلم والكذب والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف وتعطيل الحدود ، وتضييع الحقوق ، وتعطيل الجهاد .
وقد سئل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد أيكتب عنه الحديث؟ فقال : لا ، ولا كرامة ، أليس هو الذي فعل بأهل
الحرة ما فعل؟
وقال له ابنه : إن قوما يقولون إنا نحب
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد . فقال : هل يحب
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد أحد فيه خير؟ فقال له : فلماذا لا تلعنه؟ فقال : ومتى رأيت أباك يلعن أحدا؟
ومع هذا
فيزيد لم يأمر بقتل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين ، ولا حمل رأسه إلى بين يديه ، ولا نكت بالقضيب على ثناياه ، بل الذي جرى هذا منه هو
nindex.php?page=showalam&ids=16521عبيد الله بن زياد ، كما ثبت ذلك في "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري" ، ولا طيف برأسه
[ ص: 150 ] في الدنيا ، ولا سبي أحد من أهل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين ، بل
الشيعة كتبوا إليه وغروه ، فأشار عليه أهل العلم والنصح بأن لا يقبل منهم ، فأرسل ابن عمه
مسلم بن عقيل ، فرجع أكثرهم عن كتبهم ، حتى قتل ابن عمه ، ثم خرج منهم عسكر مع
nindex.php?page=showalam&ids=16657عمر بن سعد حتى
قتلوا nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين مظلوما شهيدا ، أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين .
وكان
بالعراق طائفتان :
طائفة من النواصب تبغض nindex.php?page=showalam&ids=8عليا وتشتمه ، وكان منهم
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف ،
وطائفة من الشيعة تظهر موالاة أهل البيت منهم
nindex.php?page=showalam&ids=8494المختار بن أبي عبيد الثقفي . وقد ثبت في "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم" عن
أسماء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664516 "سيكون في ثقيف كذاب ومبير" فكان الكذاب هو
nindex.php?page=showalam&ids=8494المختار بن أبي عبيد الثقفي ، والمبير هو
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف الثقفي .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=8494المختار أظهر أولا التشيع والانتصار
nindex.php?page=showalam&ids=17للحسين ، حتى قتل الأمير الذي أمر بقتل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين وأحضر رأسه إليه ، ونكت بالقضيب على ثناياه :
nindex.php?page=showalam&ids=16521عبيد الله بن زياد .
ثم أظهر أنه يوحى إليه ، وأن
جبريل يأتيه ، حتى بعث
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير إليه أخاه
nindex.php?page=showalam&ids=17095مصعبا فقتله ، وقتل خلقا من أصحابه . ثم جاء
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك ابن مروان فقتل
nindex.php?page=showalam&ids=17095مصعب بن الزبير . فصار
النواصب والروافض في يوم عاشوراء حزبين ، هؤلاء يتخذونه يوم مأتم وندب ونياحة ، [ ص: 151 ] وهؤلاء يتخذونه يوم عيد وفرح وسرور . وكل ذلك بدعة وضلالة .
وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651214 "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=909371 "ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها" .
فدل هذا الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين على أن المصيبة إذا ذكرت وإن قدم عهدها فالسنة أن يسترجع فيها ، وإذا كانت السنة الاسترجاع عند حدوث العهد بها فمع تقدم العهد أولى وأحرى .