والتحقيق أن الإيمان الباطن المنجي من عذاب الله لا بد فيه من قول القلب ، وعمل القلب ، فلا بد فيه من حب الله ورسوله ، ولهذا أطلق أكثر السلف القول بأن
الإيمان قول وعمل .
وإذا كان القلب فيه تصديق للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومحبة تامة له فلا بد أن يظهر ذلك على الجسد ، فإن الإرادة الجازمة مع وجود القدرة تستلزم وجود المقدور ، والمحبة الجازمة تتضمن الإرادة الجازمة لتعظيم الرسول وتوقيره . فإذا كان قادرا على ذلك امتنع أن يصدر منه موالاة من عادى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف يصدر منه شتمه وضربه وقتله طائعا غير مكره؟
وإذا كان كذلك فمعلوم أن الذنوب كالزنا والسرقة وشرب الخمر تتضمن شهوة ذلك ومحبته ، فحب الشهوات من الصور والمطاعم والأموال يوقعه في الزنا والشرب والسرقة . وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
[ ص: 248 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=690164 "أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان : الفم والفرج ، وأكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله وحسن الخلق" .