وبالجملة إن السكن بالثغور والرباط والاعتناء به أمر عظيم ، وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علما وعملا ، وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكان كل من أحب التبتل للعبادة والانقطاع إلى الله وكمال الزهد والعبادة والمعرفة يدلونه على الثغور . [ ص: 359 ]
وهذا بعض [الأخبار التي] تبين فضيلة سكنى الشام; فإن أهل الشام ما زالوا مرابطين من أول الإسلام لمجاورتهم النصارى ومجاهدتهم لهم ، فكانوا مرابطين مجاهدين لأهل الكتاب . ولهذا فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - جندهم على جند اليمن والعراق; مع ما قاله في أهل اليمن .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : أهل الغرب هم أهل الشام . يعني : ومن يغرب عنهم; فإن التغريب والتشريق من الأمور النسبية ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم بذلك وهو بالمدينة النبوية ، فما تغرب عنها فهو غرب المدينة ، كما أن حران والرقة ونحوهما خلف مكة .