وجماع الأمر ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض في قوله : ليبلوكم أيكم أحسن عملا قال : أخلصه وأصوبه ، قالوا يا أبا علي! ما أخلصه [ ص: 377 ] وأصوبه؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصا صوابا ، والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
فالله تعالى يوفقنا وسائر إخواننا المؤمنين لما يحبه ويرضاه لنا من الأحوال والأعمال الباطنة والظاهرة ، ويجنبنا ما يكرهه لنا من ذلك كله .
وأعظم من ذلك أن يتشاغل المسلمون بقتال بعضهم بعضا ، كما يجري بين أهل الأهواء من القبائل وغيرها ، كقيس ويمن وجرم وتغلب ولخم وجذام وغير هؤلاء ، مع مجاورتهم للثغور ، فيدعون الرباط والجهاد الذي هو سعادة الدنيا والآخرة -كما قال تعالى : قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين يعني : إما النصر والظفر ، وإما الشهادة والجنة- ويشتغلون بقتال الفتن والأهواء الذي هو خسارة الدنيا والآخرة .