وكان هذا من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - وفضائل هذه الأمة، إذ كانت النشأة الإنسانية لا بد فيها من تفرق واختلاف وسفك دماء، كما قالت الملائكة:
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء . ولما
كانت هذه الأمة أفضل الأمم وآخر الأمم عصمها الله أن تجتمع على ضلالة، وأن يسلط عدو عليها كلها كما سلط على بني إسرائيل، بل إن غلب
[ ص: 269 ] طائفة منها كان فيها طائفة قائمة ظاهرة بأمر الله إلى يوم القيامة، وأخبر أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=660552 "لا تزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى يأتي أمر الله " ، وجعل ما يستلزم من نشأة الإنسانية من التفرق والقتال هو لبعضها مع بعض، ليس بتسليط غيرهم على جميعهم، كما سلط على بني إسرائيل عدوا قهرهم كلهم. فهذه الأمة- ولله الحمد- لا تقهر كلها، بل لا بد فيها من طائفة ظاهرة على الحق منصورة إلى قيام الساعة إن شاء الله تعالى. والله أعلم.