صفحة جزء
وأما صلاة الفجر فالسنة فيها التي استفاضت بها الأحاديث واتفق عليها العلماء إطالة القراءة فيها زيادة على غيرها، حتى قيل: إنها إنما جعلت ركعتين لأجل طول القراءة فيها. وفي [ ص: 290 ] الصحيح من حديث أبي برزة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقرأ فيها ما بين الستين إلى المئة، وتارة بقاف، وهو في الصحيح أيضا عن جابر بن سمرة . وتارة بالمؤمنين ، وتارة بغيرها. وفي مسند أحمد أنه قرأ فيها بالروم، وكان يأمرهم بالتخفيف، ويؤمهم بالصافات. فالتخفيف الذي أراده منهم هو أن يقرأ بقدر الصافات. وقرأ فيها في السفر بـ قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ، كما رواه أهل السنن عن عقبة بن عامر قال: كنت أقود برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقته في السفر، فقال لي: "يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟ "، فعلمني قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ، فلما نزل إلى صلاة الصبح صلى بهما. والسفر قد وضع فيه عن المسافر شطر الصلاة، فكذلك يوضع عنه إطالة القراءة فيه في الفجر.

التالي السابق


الخدمات العلمية