[ ص: 3 ] مسائل أهل الرحبة
لشيخ الإسلام
ابن تيمية [ ص: 4 ] وسئل [شيخ الإسلام] رحمه الله ورضي عنه عن مسائل سألها أهل الرحبة خطيب قرية عشارا، وهي:
*
الرجل يأمر زوجته بالصلاة ويضربها فلا تصلي، ولا يقدر على طلاقها لأجل الصداق وغيره؟
* وفي الرجل يشرب الشراب ويأكل الحرام ويعتقد أنه حرام، هل هو مسلم أم لا؟
* والرجل يصيبه الجنابة والوقت بارد يؤذيه الغسل بالماء البارد، ويعدم الحمام أو الماء الحار، هل يتيمم ولا إعادة عليه؟
* وإذا عدم الماء وبينه نحو الميل، فإن أخر الصلاة إلى الماء فات الوقت، وإن تيمم أدركه، هل يتيمم ولا إعادة عليه؟
* وفي الرجل يحلف بالطلاق الثلاث على شيء أنه لا يفعله ثم يفعله، هل يلزمه الطلاق الثلاث؟
* وفي المؤمن هل يكفر بالمعصية؟
* وما في المصحف هل هو نفس القرآن أم كتابته؟ وما في صدور المقرئين هل هو نفس القرآن أم لا؟
[ ص: 6 ] * والرجل يصلي وقتا ويتركها أكثر زمانه، والرجل لا يصلي عمره من غير عذر، هل يغسل ويصلى عليه؟
* وفي الكفار هل يحاسبون يوم القيامة أم لا؟
* وما شجر بين الصحابة: علي ومعاوية وطلحة وعائشة، هل يطالبون به أم لا؟
* وفي أهل الكبائر والشفاعة فيهم، وهل يدخلون الجنة إذا لم يتوبوا أم لا؟
* وفي الصالحين من أمة محمد هل هم أفضل من الملائكة؟
* وفي الميزان الذي في القيامة هل له كفتان، أم هو عبارة عن العدل؟
* وفي المعاصي هل أرادها الله من خلقه؟
* وفي الباري تعالى هل يضل عباده ويهديهم أم لا؟
* وفي المقتول هل مات بأجله أم قطع القاتل أجله؟
* والغلاء والرخص هل هو من الله؟
* وفي الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به هل كان في اليقظة أم في النوم؟
* وفي المبتدعة هل هم كفار أم فساق؟
* وفي ملك الموت هل يذبح يوم القيامة أم لا؟
[ ص: 7 ] * وفي الرجل يعتقد الإيمان بقلبه ولم يتلفظ بلسانه هل يصير بذلك مؤمنا؟
* وغسل الجنابة هل هو فرض أم لا؟ وهل يجوز أن يصلي الجنب ويعيد؟
* وعن الحرام من المال والخمر، هل هو رزق الله لمن أكله؟
* وفي الإيمان هل هو مخلوق أم لا؟
* وفي القراءة إذا أهديت إلى الأموات هل يصل ثوابها من بعد وقرب؟
* وفي البئر إذا وقعت فيها ميتة أو نجاسة هل تنجس؟ وإذا نجست هل ينزع منها شيء أم لا؟
* وفي هلال شهر رمضان هل يصام برؤيته أم بالحساب؟ وإذا حال دونه غيم هل يصام بالحساب؟
* [وعن الصبي إذا مات وهو غير مطهر هل يقطع ختانه بالحديد عند غسله أم يخلى على حاله؟]
* وفي رجل يصيبه رشاش البول وهو في الصلاة أو غيرها ويغفل عن نفسه، أو لم يتمكن من غسلها، هل يصلي بالنجاسة أو يترك الصلاة؟
[ ص: 8 ] * وفي الرجل إذا قتل وفيه جراح يخرج منها دم، هل يغسل ويصلى عليه؟
* والرجل يسرق الأسيرة من بلاد العدو -ولم يعرف لها أهل- وينهزم بها ويسافر ليلا ونهارا، فيريد التزويج بها كما يزوجه القاضي خوف الفتك، فيقول: أشهد الله وملائكته أن صداقها علي كذا. وترضى هي بالزوج والصداق، هل يجوز ذلك للضرورة وخوف الفتك، كونها معه ليلا ونهارا، يطلع عليها على ما يخفى في السفر؟
* وفي الرجل يقرأ القرآن وما عنده أحد يسأل عن اللحن، وإذا وقف على شيء نظر في المصحف، هل يأثم أم لا؟
* وفي صلاة الجمعة إذا لم تتم الجماعة أربعون رجلا ويصعب تركها، هل له رخصة عند أحد أن يصلي بدون الأربعين وذلك في قرى عديدة؟
[ ص: 9 ] * وهل يجوز التقدم بين يدي الإمام أم لا؟ وهل تبطل صلاة من تقدم؟
* وفي القاتل عمدا أو خطأ، هل تدفع الكفارة المذكورة في القرآن ذنبه، أم يطالب بالقتل؟
* والمصلي إذا رأى هوام الأرض هل يجوز قتله، ولو مشى إليه ثلاث خطوات وهو في الصلاة؟
* وفي السماع بالدف والشبابة هل هو حرام؟
* ودخول النار وإخراج اللاذن ومؤاخاة النساء الأجانب، هل هو حرام؟
* وفي البقر الحلابة تأكل النجاسة، هل ينجس لبنها ويحرم؟
* وفي الذبيحة إذا كانت الغلصمة مما يلي البدن هل تحرم أم لا؟
* وفي البهيمة تذبح في الماء وتموت فيه، هل تؤكل أم لا؟
* وفي المسجد والجامع وصلاة قوم برا المسجد وفي طريقه هل تجوز صلاتهم؟
* وفي الرجل يشتري الدابة ويزن الثمن ويقبضها، واشترط له الخيار مدة يومين، فتموت الدابة ليلة قبضها، هل يكون من البائع أم من المشتري؟
[ ص: 10 ] * [وتارك الصلاة من غير عذر هل هو مسلم في تلك الحال؟]
* * *
فأجاب رحمه الله ورضي عنه:
* أما المرأة فإنه يجب أمرها بالصلاة مرة بعد مرة، وإلزامها بذلك بالرغبة والرهبة، وإذا كان عاجزا ـ إذا طلقها ـ عن مهرها وأمكنه أن يرغبها بزيادة في النفقة فعل إذا صلت، وكذلك يعاقبها بالهجر مرة بعد مرة، فإن عجز عن كل سبب تصلي به لم يجب عليه ـ مع عجزه عن المهر ـ أن يطلقها، فيحبس ويطلب منه ما يعجز عنه.