مسألة:
فيمن نيته الذكر، هل رفع الصوت أو خفضه مستحب به، أم لا؟
الجواب: الحمد لله.
لا يستحب رفع الصوت بذلك، بل خفض الصوت أفضل، [و] في الحديث: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=956779خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي». وقد قال تعالى:
واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول [الأعراف: 205]. وكذلك الدعاء خفض الصوت به أفضل كما قال تعالى:
ادعوا ربكم تضرعا وخفية [الأعراف: 55]. وقال تعالى عن
زكريا: إذ نادى ربه نداء خفيا [مريم: 3]. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري: « رفع الصوت بالدعاء بدعة».
[ ص: 483 ]
وكذلك قراءة القرآن; ففي
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=665213جاهر بالقرآن كجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة». وقد قال تعالى:
إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [البقرة: 271].
ولا يستحب
رفع الصوت بالذكر إلا في الأذان، والتلبية بالحج، وأما إذا قعد جماعة أو وحده يهللون ويسبحون ويكبرون ويذكرون ويحمدون، فلا يشرع لهم رفع الأصوات، لا سيما إن كان رفع الصوت يشق على الإنسان، فإن فعله لذلك حينئذ يكون مكروها، ومن أمره بذلك كان مخطئا، والله تعالى يسمع السر وأخفى. قال بعضهم: « وأخفى» هو حديث النفس للنفس. وقيل: ما يخطر في النفس من غير الكلام. والله أعلم.
وفي « الصحيح» أن الصحابة كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكانوا
[ ص: 484 ] يرفعون أصواتهم بالتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=652770أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، وإنما تدعون سميعا قريبا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته». والله أعلم.
* * *