وقوله : «لا أرزأ » معناه : لا أنقص أحدا ، وهو تنبيه على أن الأخذ ينقص الناس ما في أيديهم ، فيتركه كاملا لهم . ولا ريب أن أخذ المال وصرفه في مواضعه خير من تركه حيث لا ينفع ، لما في الأول من [ ص: 20 ] الصدقة والزكاة التي هي من أفضل العمل ونفع الناس التي لا تقوم مصلحتهم بدونه ، وتطهيرهم والأخذ من أموالهم ، كما قال : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها [التوبة :103] . بل هذا عمل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ، فإنهم كانوا يأخذون الصدقة من الأغنياء ، فيدفعونها إلى الفقراء ، وما كان مشروعا لم يختص بالأئمة كله ، إلا إذا كانوا منهم ، لكن يشرع لغيرهم حيث يشرع لهم بشروطه .