سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر فتحه - صلى الله عليه وسلم - الوطيح والسلالم وكانا آخر حصون خيبر فتحا

قال ابن إسحاق : وتدنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأموال يأخذها مالا مالا ، ويفتحها حصنا حصنا ، حتى انتهوا إلى ذينك الحصنين ، وجعلوا لا يطلعون من حصنهم حتى هم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينصب عليهم المنجنيق ، لما رأى من تغليقهم ، وأنه لا يبرز منهم أحد ، فلما أيقنوا بالهلكة - وقد حصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر يوما - سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلح ،

فأرسل كنانة بن أبي الحقيق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا من اليهود يقال له شماخ يقول (أنزل فأكلمك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «نعم» فنزل كنانة بن أبي الحقيق ، فصالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة ، وترك الذرية لهم ، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم ، ويخلون بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين ما كان لهم من مال وأرض ، وعلى الصفراء والبيضاء والكراع والحلقة ، وعلى البز إلا ثوبا على ظهر إنسان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا»

فصالحوه على ذلك ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأموال فقبضها الأول فالأول ، ووجد في ذينك الحصنين مائة درع وأربعمائة سيف ، وألف رمح ، وخمسمائة قوس عربية بجعابها .


التالي السابق


الخدمات العلمية