سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر إهداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء والعبيد من المغانم

قال ابن إسحاق : وشهد خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نساء المسلمين فرضخ لهن من الفيء ، ولم يضرب لهن بسهم .

روى ابن إسحاق ، والإمام أحمد ، وأبو داود ، كلاهما من طريقه عن امرأة من غفار قالت : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة من بني غفار - بكسر الغين المعجمة - فقلن : يا رسول الله قد أردنا الخروج معك إلى وجهك هذا - وهو يسير إلى خيبر - فنداوي الجرحى ، ونعين المسلمين ما استطعنا ، فقال : «على بركة الله تعالى» . قالت : فخرجنا معه ، وذكرت الحديث .

قالت : فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر رضخ لنا من الفيء .

وعن عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ومعي زوجتي - وهي حبلى ، فنفست في الطريق ، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : انقع لها تمرا ، فإذا أنعم بله فامرثه لتشربه» . ففعلت فما رأت شيئا تكرهه ، فلما فتحنا خيبر أحذى النساء ولم يسهم لهن ، فأحذى زوجتي وولدي الذي ولد . رواه محمد بن عمر .

وروى أبو داود عن عمير مولى أبي اللخم - بالموحدة بلفظ اسم الفاعل - رضي الله عنه - قال شهدت خيبر مع سادتي فكلموا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بي فقلدت سيفا - فإذا أنا أجره ، فأخبر أني مملوك ، فأمر لي بشيء من خرثي المتاع .

التالي السابق


الخدمات العلمية