سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر رن إبليس وحزنه وكيد الجن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزجرهم عنه ودعاء نائلة بالويل

روى أبو يعلى ، وأبو نعيم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة رن إبليس رنة فاجتمعت إليه ذريته ، فقال : ايأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك بعد يومكم هذا ، ولكن أفشوا فيها - يعني مكة - النوح والشعر .

وروى ابن أبي شيبة عن مكحول - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل مكة تلقته الجن يرمونه بالشرر ، فقال جبريل - صلى الله عليه وسلم - تعوذ يا محمد بهؤلاء الكلمات : «أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر ما بث في الأرض ، وما يخرج منها ، ومن شر الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق إلا بخير يا رحمن” .

وروى البيهقي عن ابن أبزى - بفتح الهمزة ، وسكون الموحدة وبالزاي ، وألف تأنيث مقصورة - رحمه الله تعالى - قال : لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة جاءت عجوز حبشية شمطاء تخمش وجهها ، وتدعو بالويل ، فقال : «تلك نائلة ، أيست أن تعبد ببلدكم هذا أبدا” .

التالي السابق


الخدمات العلمية