سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر إرساله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أبي حدرد ليكشف خبر القوم

روى ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنهما - وعمرو بن شعيب ، وعبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم - رحمهم الله تعالى - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما سمع بخبر هوازن بعث عبد الله بن أبي حدرد - رضي الله عنه - فأمره أن يدخل في القوم فيقيم فيهم ، وقال : «اعلم لنا علمهم” فأتاهم فدخل فيهم فأقام فيهم يوما وليلة أو يومين ، حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا عليه من حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمع من مالك ، وأمر هوازن وما هم عليه .

وعند محمد بن عمر أنه انتهى إلى خباء مالك بن عوف فيجد عنده رؤساء هوازن ، فسمعه يقول لأصحابه : إن محمدا لم يقاتل قوما قط قبل هذه المرة ، وإنما كان يلقى قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فيظهر عليهم ، فإذا كان السحر فصفوا مواشيكم ونساءكم من ورائكم ، ثم صفوا ، ثم تكون الحملة منكم ، واكسروا جفون سيوفكم فتلقونه بعشرين ألف سيف مكسورة الجفون ، واحملوا حملة رجل واحد ، واعلموا أن الغلبة لمن حمل أولا . انتهى .

ثم أقبل حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر ،

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب «ألا تسمع ما يقول ابن أبي حدرد” ؟ فقال : عمر : كذب ، فقال ابن أبي حدرد : والله لئن كذبتني يا عمر لربما كذبت بالحق . فقال عمر : ألا تسمع يا رسول الله ما يقول ابن أبي حدرد ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد «كنت ضالا فهداك الله”
.

التالي السابق


الخدمات العلمية