قال محمد بن عمر : حدثنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال : كان النضير من أحلم قريش . وكان يقول : الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ومن علينا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ولم نمت على ما مات عليه الآباء ، فذكر حديثا طويلا ، ثم قال : خرجت مع قوم من قريش ، هم على دينهم - بعد - nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو ، ونحن نريد إن كانت دبرة على محمد أن نغير عليه فيمن يغير ، فلما تراءت الفئتان ونحن في حيز المشركين حملت هوازن حملة واحدة ، ظننا أن المسلمين لا يجبرونها أبدا ، ونحن معهم وأنا أريد بمحمد ما أريد . وعمدت له فإذا هو في وجوه المشركين واقف على بغلة شهباء حولها رجال بيض الوجوه ، فأقبلت عامدا إليه ، فصاحوا بي : إليك ، فأرعب فؤادي وأرعدت جوارحي . قلت : هذا مثل يوم بدر ، إن الرجل لعلى حق ، وإنه لمعصوم ، وأدخل الله تعالى في قلبي الإسلام وغيره عما كنت أهم به ، فما كان حلب ناقة حتى كر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كرة صادقة ، وتنادت الأنصار بينها : الكرة بعد الفرة : يا للخزرج ، يا للخزرج ، فحطمونا حطاما ، فرقوا شملنا ، وتشتت أمرنا ، وهمة كل رجل نفسه فتنحيت في غبرات الناس حتى هبطت بعض أودية أوطاس فكمنت في خمر شجرة لا يهتدي إلي أحد إلا أن يدله الله - تعالى - علي ، فمكثت فيه أياما وما يفارقني الرعب مما رأيت ، ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف ، فأقام ما أقام ، ثم رجع إلى الجعرانة ، فقلت : لو صرت إلى الجعرانة ، فقاربت رسول [ ص: 322 ] الله - صلى الله عليه وسلم - ودخلت فيما دخل فيه المسلمون ، فما بقي فقد رأيت عبرا ، وقد ضرب الإسلام بجرانه ، ولم يبق أحد ، ودانت العرب والعجم لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فعز محمد لنا عز ، وشرفه لنا شرف ، فو الله إني لعلى ما أنا عليه إن شعرت إلا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلقاني بالجعرانة كنة لكنة فقال : «النضير ؟ ” قلت : «لبيك ، فقال : «هذا خير لك مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه” فأقبلت إليه سريعا ، فقال : «قد إن لك أن تبصر ما أنت فيه توضع قلت : قد أرى أن لو كان مع الله - تعالى - إلها غيره لقد أغنى شيئا ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «اللهم زده ثباتا”
قال النضير : فو الله الذي بعثه بالحق لكأن قلبي حجر ثباتا في الدين وبصيرة في الحق ، وذكر الحديث .