سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر الآية في التمر والأقط الذي جاء بهما بلال بتبوك

روى محمد بن عمر عن شيوخه قالوا : قال رجل من بني سعد هذيم : جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس بتبوك في نفر فقال "يا بلال أطعمنا" . فبسط بلال نطعا ثم جعل يخرج من حميت له فأخرج خرجات بيده من تمر معجون بسمن وأقط ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

"كلوا" فأكلنا حتى شبعنا ، فقلت : يا رسول الله ، إن كنت لآكل هذا وحدي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معاء واحد" ، ثم جئت في الغد متحينا لغدائه لأزداد في الإسلام يقينا ، فإذا عشرة نفر حوله فقال : "هات أطعمنا يا بلال" فجعل يخرج من جراب تمرا بكفه قبضة قبضة فقال : "أخرج ولا تخش من ذي العرش إقلالا" فجاء بالجراب ونشره . فقال : فحزرته مدين ، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على التمر وقال : "كلوا باسم الله" فأكل القوم وأكلت معهم ، وأكلت حتى ما أجد له مسلكا . قال : وبقي على النطع مثل الذي جاء به بلال كأنا لم نأكل منه تمرة واحدة . قال : ثم غدوت من الغد وعاد نفر فكانوا عشرة أو يزيدون رجلا أو رجلين . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا بلال أطعمنا" فجاء بلال بذلك الجراب بعينه ، أعرفه ، فنثره ، ووضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده عليه وقال : "كلوا باسم الله" فأكلنا حتى نهلنا ثم رجع مثل الذي صب ففعل ذلك ثلاثة أيام
.

التالي السابق


الخدمات العلمية