سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السابع في سرية فيها سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه

روى الإمام أحمد عنه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جاءته جهينة فقالوا له : إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى نأتيك وقومنا . فأوثق لهم فأسلموا . قال : فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب [أي من السنة الثانية] ولا نكمل مائة . وأخبرنا أن نغير على حي من كنانة إلى جنب جهينة ، فأغرنا عليهم ، فكانوا كثيرا ، فلجأنا إلى جهينة فمنعونا ، وقالوا : لم تقاتلون في الشهر الحرام ؟ فقال بعضنا لبعض : ما ترون ؟ فقال بعضنا : نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره . وقال قوم : لا؛ بل نقيم ههنا . وقلت أنا في أناس معي : لا ، بل نأتي عير قريش فنقتطعها .

فانطلقنا إلى العير [وكان الفيء إذ ذاك من أخذه فهو له] وانطلق أصحابنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه الخبر ، فقام غضبان محمرا وجهه فقال : «أذهبتم من عندي جميعا وقمتم متفرقين وإنما أهلك من كان قبلكم الفرقة ، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم ، أصبركم على الجوع والعطش» . فبعث علينا عبد الله بن جحش أميرا؛ فكان أول أمير في الإسلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية