سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس والعشرون في سرية أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، وقيل زيد بن حارثة إلى بني فزارة بوادي القرى

روى الإمام أحمد ومسلم وابن سعد والأربعة والطبراني عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه قال : غزونا فزارة وعلينا أبو بكر أمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا ، ثم شن الغارة فورد الماء فقتل من قتل عليه فأنظر إلى عنق من الناس فيهم الذراري ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فرميت بسهم بينهم وبين الجبل ، فلما رأوا السهم وقفوا فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من أدم معها ابنة لها من أحسن العرب . فسقتهم حتى أتيت أبا بكر . فنفلني أبو بكر ابنتها ، فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبا .

فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال : «يا سلمة هب لي المرأة» . فقلت : «يا رسول الله قد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا» . فسكت ، حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق ولم أكشف لها ثوبا فقال : «يا سلمة هب لي المرأة ، لله أبوك» .

فقلت : هي لك يا رسول الله ، قال : فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدا بها أسرى [من المسلمين] كانوا في أيدي المشركين .


وفي رواية عند أحمد ، وابن سعد : وكان شعارنا :

أمت أمت قال : فقلت بيدي سبعة- وعند الطبراني تسعة بتقديم الفوقية- أهل أبيات من المشركين .

التالي السابق


الخدمات العلمية