الباب الرابع والثلاثون في
بعثه صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية الضمري رضي الله تعالى عنه ليفتك بأبي سفيان بن حرب قبل إسلامه .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
عبد الواحد بن عوف وغيره ، قالوا : إن
أبا سفيان قال لنفر من
قريش : ألا أحد يغتر
محمدا فإنه يمشي في الأسواق . فأتاه رجل من الأعراب فدخل عليه منزله؛ فقال : «قد وجدت أجمع الرجال قلبا وأشدهم بطشا وأسرعهم شدا؛ فإن أنت قويتني خرجت إليه حتى أغتاله ومعي خنجر مثل خافية النسر ، فأسوره ثم آخذ في عير فأسير وأسبق القوم عدوا؛ فإني هاد بالطريق خريت» . قال : «أنت صاحبنا» .
فأعطاه بعيرا ونفقة وقال : «اطو أمرك» . فخرج ليلا فسار على راحلته خمسا وصبح ظهر الحرة صبح سادسة . ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دل عليه ، فعقل راحلته ثم أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد
بني عبد الأشهل . فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«إن هذا ليريد غدرا . والله تعالى حائل بينه وبين ما يريد» . فذهب ليجني على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجذبه nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن الحضير بداخلة إزاره ، فإذا بالخنجر فسقط في يديه وقال : دمي دمي فأخذ nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بلببه فدعته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اصدقني ما أنت ؟ » قال : «وأنا آمن ؟ » . قال : «نعم» . فأخبره بأمره وما جعل له أبو سفيان .
فخلى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم وقال : «يا محمد والله ما كنت أفرق الرجال فما هو إلا أن رأيتك فذهب عقلي وضعفت نفسي ، ثم اطلعت على ما هممت به مما سبقت به الركبان ولم يعلمه أحد ، فعرفت أنك ممنوع وأنك على حق وأن حزب أبي سفيان حزب الشيطان» . فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم . فأقام الرجل أياما يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج ولم يسمع له بذكر .
وروى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية رضي الله تعالى عنه قال :
«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث معي رجلا من الأنصار» - قال ابن هشام : هو سلمة بن أسلم بن حريس الله إلى nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان بن حرب ، وقال : «إن أصبتما فيه غرة فاقتلاه» . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمرا بعد مقتل
nindex.php?page=showalam&ids=290خبيب بن عدي وأصحابه وبعث معه
جبار بن صخر الأنصاري ، فخرجا حتى قدما
مكة وحبسا جمليهما بشعب من شعاب يأجج . ثم دخلا
مكة ليلا ، فقال
جبار- أو
سلمة- لعمرو : «لو أنا طفنا بالبيت وصلينا ركعتين» . فقال
عمرو : «إن القوم إذا تعشوا جلسوا بأفنيتهم وإنهم إن رأوني عرفوني فإني أعرف
بمكة من الفرس الأبلق» . فقال : «كلا؛ إن
[ ص: 124 ] شاء الله» . فقال
عمرو : «فأبى أن يطيعني» . [قال
عمرو] : فطفنا بالبيت وصلينا ، ثم خرجنا نريد
أبا سفيان ، فو الله إنا لنمشي
بمكة إذ نظر إلي رجل من أهل
مكة فعرفني . قال
ابن سعد : هو
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية : «عمرو بن أمية فوالله إن قدمها إلا لشر» . فأخبر
قريشا بمكانه فخافوه وطلبوه وكان فاتكا في الجاهلية ، وقالوا : «ولم يأت
عمرو بخير» . فحشدوا له وتجمعوا . قال
عمرو : «فقلت لصاحبي : «النجاء» . فخرجنا نشتد حتى أصعدنا في جبل ، وخرجوا في طلبنا حتى إذا علونا الجبل يئسوا منا فرجعنا فدخلنا كهفا في الجبل فبتنا فيه وقد أخذنا حجارة فرضمناها دوننا ، فلما أصبحنا غدا رجل من
قريش . قال
ابن سعد : هو
عبيد الله بن مالك بن عبيد الله التميمي . قلت : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : هو
عثمان بن مالك أو عبد الله . يقود فرسا له ويخلي عليها فغشينا ونحن في الغار ، فقلت : إن رآنا صاح بنا فأخذنا فقتلنا . قال : ومعي خنجر قد أعددته
لأبي سفيان فأخرج إليه فأضربه على ثديه ضربة ، وصاح صيحة فأسمع أهل
مكة ، وأرجع فأدخل مكاني . وجاءه الناس يشتدون وهو بآخر رمق فقالوا : من ضربك ؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية : وغلبه الموت فمات مكانه ولم يدلل على مكاننا . ولفظ رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه : فما أدركوا منه ما استطاع أن يخبرهم بمكاننا . فاحتملوه؛ فقلت لصاحبي لما أمسينا : النجاء .
فخرجنا ليلا من
مكة نريد
المدينة فمررنا بالحرس وهم يحرسون جيفة
nindex.php?page=showalam&ids=290خبيب بن عدي ، فقال أحدهم : «والله ما رأيت كالليلة أشبه بمشية
nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية ، لولا أنه
بالمدينة لقلت هو
عمرو بن أمية» . قال : فلما حاذى الخشبة شد عليها فاحتملها وخرجا شدا ، وخرجوا وراءه حتى أتى جرفا بمهبط مسيل يأجج ، فرمى بالخشبة في الجرف فغيبه الله تعالى عنهم فلم يقدروا عليه .
ولفظ رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : ثم خرجنا فإذا نحن
بخبيب على خشبة فقال لي صاحبي :
«هل لك أن تنزل
nindex.php?page=showalam&ids=290خبيبا عن خشبته ؟ » قلت : «نعم فتنح عني فإن أبطأت فخذ الطريق» فعمدت
لخبيب فأنزلته عن خشبته ، فحملته على ظهري ، فما مشيت به عشرين ذراعا حتى نذر بي الحرس .
ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، وأحمد بن عمرو : «فخليت
nindex.php?page=showalam&ids=290خبيبا ، فوقع إلى الأرض فانتبذت غير بعيد فالتفت فلم أر
nindex.php?page=showalam&ids=290خبيبا وكأنما الأرض ابتلعته فما رئي
لخبيب رمة حتى الساعة» . قال :
«وقلت لصاحبي : «النجاء النجاء! حتى تأتي بعيرك فتقعد عليه ، وكان الأنصاري لا رجلة له» . قال :
«ومضيت حتى أخرج على ضجنان ، ثم أويت إلى جبل فأدخل كهفا فبينا أنا فيه إذ دخل علي شيخ من
بني الديل أعور في غنيمة له فقال : «من الرجل ؟ » فقلت : «من
بني بكر ، فمن أنت ؟ » قال : «من
بني بكر» . فقلت : «مرحبا» فاضطجع ثم رفع عقيرته فقال :
ولست بمسلم ما دمت حيا ولا دان بدين المسلمين
[ ص: 125 ] فقلت في نفسي : سيعلم . فأمهلته حتى إذا نام أخذت قوسي فجعلت سيتها في عينه الصحيحة ، ثم تحاملت عليه حتى بلغت العظم ، ثم خرجت النجاء حتى جئت
العرج ، ثم سلكت ركوبة حتى إذا هبطت
النقيع إذا رجلان من مشركي
قريش كانت
قريش بعثتهما عينا إلى
المدينة ينظران ويتجسسان ، فقلت : «استأسرا» . فأبيا ، فأرمي أحدهما بسهم فأقتله ، واستأسر الآخر ، فأوثقته رباطا وقدمت به
المدينة . وجعل
عمرو يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، ثم دعا له بخير .