الباب الثالث والأربعون في
سرية غالب بن عبد الله رضي الله تعالى عنه إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد في صفر سنة ثمان .
قال
محمد بن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق في رواية
يونس ومحمد بن سلمة رحمهم الله تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه ما حصل
لبشير بن سعد وأصحابه هيأ
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه وقال له :
«سر حتى تنتهي إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد فإن أظفرك الله بهم فلا تبق فيهم» وهيأ معه مائتي رجل وعقد له لواء .
فقدم
غالب بن عبد الله الليثي من
الكديد قد ظفره الله عليهم .
فقال صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=15للزبير : «اجلس» .
وبعث
غالب بن عبد الله في مائتي رجل فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، وعلبة بن زيد الحارثي وأبو مسعود عقبة بن عمرو ، وكعب بن عجرة ، فلما دنا
غالب منهم بعث الطلائع .
فبعث
علبة بن زيد في عشرة ينظرون إلى محالهم ، فأوفى على جماعة منهم ثم رجع إلى
غالب فأخبره الخبر . فأقبل
غالب يسير حتى إذا كان منهم بنظر العين ليلا وقد عطنوا وهدأوا قام
غالب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : «أما بعد ، فإني أوصيكم بتقوى الله وحده لا شريك له وإن تطيعوني ولا تعصوني ولا تخالفوا لي أمرا؛ فإنه لا رأي لمن لا يطاع» .
ثم ألف بينهم فقال : «يا فلان أنت وفلان ، يا فلان أنت وفلان لا يفارق رجل منكم زميله ، وإياكم أن يرجع إلى رجل منكم ، فأقول : أين صاحبك ؟ فيقول : لا أدري فإذا كبرت فكبروا وجردوا السيوف . فلما أحاطوا بالحاضر كبر
غالب فكبروا وجردوا السيوف ، فخرج الرجال فقاتلوا ساعة ووضع المسلمون فيهم السيف حيث شاءوا . وروى
ابن سعد عن
إبراهيم بن حويصة بن مسعود عن أبيه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية مع
غالب بن عبد الله إلى
بني مرة ، فأغرنا عليهم مع الصبح وقد أوعز إلينا أميرنا ألا نفترق وواخى بيننا ، فقال : لا تعصوني فإني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688180«من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني» ، وإنكم متى ما عصيتموني فإنما تعصون نبيكم . قال : فآخى بيني وبين
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري . قال : فأصبنا القوم وكان شعارهم أمت أمت .
قال
محمد بن عمر : وفي هذه السرية خرج
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد في إثر رجل منهم ، يقال له
نهيك بن مرداس أو
مرداس بن نهيك وهو الصواب ، فأبعد وقوي المسلمون على الحاضر وقتلوا من قتلوا ، واستاقوا نعما وشاء . وذكر
ابن سعد ذلك في سرية
غالب إلى
الميفعة . وتفقد
[ ص: 141 ] غالب nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، فجاء
أسامة بعد ساعة من الليل فلامه الأمير لائمة شديدة وقال : ألم تر إلى ما عهدت إليك ؟ فقال : خرجت في إثر رجل منهم يقال له
نهيك جعل يتهكم بي حتى إذا دنوت منه قال : «لا إله إلا الله» . فقال الأمير : «أأغمدت سيفك» ؟ فقال : «لا والله ما فعلت حتى أوردته شعوب» . فقال : بئس ما فعلت وما جئت به! تقتل امرءا يقول لا إله إلا الله ؟ ! فندم
أسامة وسقط في يده ، وساق المسلمون النعم والشاء والذرية ، وكانت سهمانهم عشرة أبعرة لكل رجل أو عدلها من الغنم ، وكانوا يحسبون الجزور بعشرة من الغنم .