تنبيهان :
الأول :
الحياء بالمد ، وهو من الحياة ، ومنه الحيا للمطر ، لكن هذا المقصور ، وعلى حسب حياة القلب يكون في قوم خلق الحياة ، وقلة الحياء من موت القلب والروح ، وكلما كان القلب حيا كان الحياء أتم وهو في اللغة : تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ، وقد يطلق على مجرد ترك الشيء بسبب ، والترك إنما هو من لوازمه .
وفي الشرع : خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع عن التقصير في حق ذي الحق .
الثاني : في بيان غريب ما سبق :
الخدر : بكسر الخاء المعجمة ، وسكون الدال المهملة : الستر ، وهو من باب التعميم؛ لأن العذراء في الخلوة يشتد حياؤها أكثر ما تكون خارجة منه؛ لكون الخلوة مظنة وقوع الفعل بها ، فالظاهر أن المراد تقييده إذا دخل عليها في خدرها ، لا حيث تكون منفردة فيه .
خفض الطرف : ضد رفعه .
جل الشيء -بضم الجيم- معظمه .
الملاحظة : أن ينظر بلحظ عينه ، هو شقها الذي يلي الصدغ والأذن ، ولا يحدق إلى الشيء ، وكانت الملاحظة معظم نظره ، وهو دليل الحياء والكرم .
[ ص: 25 ]