سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن في لبسه صلى الله عليه وسلم

وفيه نوعان :

الأول : في لبسه صلى الله عليه وسلم قباء الديباج المفرج - قبل التحريم - ثم تركه له .

روى عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه ، فصلى فيه ، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال : «لا ينبغي هذا للمتقين » .

وروى مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء ديباج أهدي له ثم أوشك أن نزعه فأرسل به إلى عمر رضي الله تعالى عنه فقيل : قد أوشك ما نزعته يا رسول الله ، فقال : «نهاني عنه جبريل عليه السلام » ، فجاءه عمر يبكي ، فقال : يا رسول الله ، كرهت أمرا وأعطيتنيه فما لي ؟ فقال : «إني لم أعطكه لتلبسه ، إنما أعطيتكه لتبيعه » ، فباعه عمر رضي الله تعالى عنه بألفي درهم .

الثاني : في إعطائه القباء لغيره .

روى النسائي عن المسور بن مخرمة رضي الله تعالى عنهما قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ، ولم يعط مخرمة شيئا ، فقال مخرمة : يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت معه فقال : ادخل فادعه لي ، فدعوته ، فخرج إليه وعليه قباء ، فقال : خبأت هذا لك ، قال : فنظر إليه فقال : «رضي مخرمة » .

التالي السابق


الخدمات العلمية