سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
النوع الثاني : في حميره صلى الله عليه وسلم وهي أربعة :

الأول : عفير ، بضم العين المهملة ، وفتح الفاء ، وقيل بالغين المعجمة ، قال النووي والحافظ : وهو غلط ، مأخوذ من العفرة ، وهو لون التراب ، كأنه سمي بذلك لكون العفرة حمرة يخالطها بياض ، أهداه له المقوقس قال ابن عبدوس : كان أخضر ، قال أبو محمد الدمياطي : عفير تصغير عفر مرخما مأخوذ من العفرة ، وهو لون التراب ، كما قالوا في تصغير أسود أسيود ، وتصغيره غير مرخم أعيفر كأسيود .

وروى أبو داود الطيالسي وابن سعد عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : كانت الأنبياء يلبسون الصوف ، ويحلبون الشاة ويركبون الحمير ، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار يقال له عفير .

وروى ابن أبي شيبة ، والبخاري ، والبرقي عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال : [ ص: 406 ] كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير ، وكان يسمى به تشبيها في عدوه باليعفور ، وهو الظبي ، وقيل : الخشيف : ولد البقرة الوحشية أيضا ، العفير من الظباء التي يعلو بياضها حمرة ، وهو أضعف الظباء عدوا ، وعفير أهداه له المقوقس ، وأما يعفور فأهداها له فروة بن عمرو الجذامي ، ويقال : إن حمار المقوقس يعفور ، وحمار فروة عفير .

الثاني : يعفور بسكون العين المهملة وضم الفاء ، وهو اسم ولد الظبي ، سمي بذلك لسرعته ، أهداه له فروة بن عمرو الجذامي .

روى ابن سعد عن زامل بن عمرو قال : أهدى فروة بن عمرو الجذامي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حماره يعفورا ، ويقال : بل أهدى الأول ، وأهدى المقوقس الثاني ، قال الحافظ : وهو عفير المتقدم ، قال محمد بن عمر : نفق يعفور منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، وذكر السهيلي أن اليعفور طرح نفسه في بئر يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم فمات .

الثالث : حمار أعطاه له سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه ، وذكر أبو زكريا بن منده في كتاب أسامي من أردفه صلى الله عليه وسلم من طريق عمرو بن سرجيس .

الرابع : حمار أعطاه له بعض الصحابة .

روي عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاء رجل معه حمار فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب فتأخر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا ، أنت أحق بصدر دابتك مني إلا أن تجعله لي » قال : فإني قد جعلته لك ، قال : فركب .

[ ص: 407 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية