سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في صفة سيره ، وشفقته على الضعيف

روى الشيخان عن عروة بن الزبير قال : سئل أسامة وأنا جالس كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع ؟ قال : كان يسير العنق ، فإذا وجد فجوة نص ، قال هشام : والنص فوق العنق .

وروى الإمام أحمد ، عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد أكمة ونشزا قال : «اللهم لك الشرف على كل شرف ، ولك الحمد على كل حال » .

وروى أبو داود عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في السير فيرجئ الضيف ، ويردفه ويدعو لهم .

وروى أحمد ، ومسلم ، وأبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة ، فجعل يصرف بعيره يمينا وشمالا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له » ، فذكر من أصناف المال ما ذكره ، حتى يرينا أنه لا حق لأحد منه في فضل .

وروى الطبراني من طريق محمد بن علي المروزي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر في السفر مشى .

وروى النسائي عن عقبة رضي الله تعالى عنه قال : بينما أقود رسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذا قال : «ألا تركب يا عقبة ؟ » فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه ، قال : «ألا تركب عقبة ؟ » فأشفقت أن يكون معصية ، فنزل وركبت هنيهة ، ونزلت ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية