سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن فيمن ترك- صلى الله عليه وسلم- الصلاة عليه

وفيه أنواع :

الأول : في تركه- صلى الله عليه وسلم- الصلاة على المحدود وصلاته عليهم .

روى أبو داود ، عن أبي بردة الأسلمي- رضي الله عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يصل على ماعز بن مالك ، ولم ينه عن الصلاة عليه» .

وروى الإمام أحمد ، والبخاري وأبو داود ، والنسائي ، عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- «أن رجلا من أسلم جاء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاعترف بالزنا فأعرض عنه ، ثم اعترف فأعرض عنه ، ثم اعترف فأعرض عنه ، حتى شهد على نفسه أربع مرات ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- «أبك جنون ؟ » قال : لا ، قال : «أحصنت ؟ » قال : نعم فأمر به النبي- صلى الله عليه وسلم- فرجم بالمصلى ، فلما أزلقته الحجارة فر ، فأدرك فرجم حتى مات ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- خيرا ، ولم يصل عليه» .

وروى مسلم عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما- أن امرأة من جهينة أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهي حبلى من الزنا ، فقالت يا رسول الله : أصبت حدا فأقمه علي ، فدعا نبي الله- صلى الله عليه وسلم- وليها ، فقال : «أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها» ففعل فأمر نبي الله- صلى الله عليه وسلم- فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ، فقال له عمر : تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟ قال : «لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل» .

التالي السابق


الخدمات العلمية