سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر مسيره- صلى الله عليه وسلم- :

من قال إهلاله ومروره بالروحاء ، ثم الأثاية قلت : قال ابن سعد : ومضى- صلى الله عليه وسلم- يسير المنازل ويؤم أصحابه في الصلوات في مساجد له ، قد بناها الناس وعرفوا مواضعها . والله تعالى أعلم .

ثم سار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . وهو يلبي تلبيته المذكورة ، فلما كان بالروحاء رأى حمارا وحشيا عقيرا ، قال : «دعوه يوشك أن يأتي صاحبه» ، فجاء صاحبه إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قلت : هو رجل من بهز ، واسمه . الله تعالى أعلم ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «شأنكم بهذا الحمار» ، فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أبا بكر فقسمه بين الرفاق ، ثم مضى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى كان بالأثاية بين الرويثة والعرج إذا ظبي حاقف في ظل وفيه سهم ، فأمر رجلا- قلت هو أبو بكر الصديق- رضي الله تعالى عنه- كما رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر ، عن طلحة بن عبيد الله ، والله تعالى أعلم- فأمره أن يقف عنده لا يريبه أحد من الناس حتى يجاوزوه ، قال : والفرق بين قصة الظبي ، وقصة الحمار : أن الذي صاد الحمار كان حلالا ، فلم يمنع من أكله ، وهذا لم يعلم أنه حلال ، وهم محرمون ، فلم يأذن لهم في أكله ، ووكل من يقف عنده لئلا يأخذه أحد حتى يجاوزوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية