سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في وكالته وتوكيله صلى الله عليه وسلم

قال في زاد المعاد : وكان توكيله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من توكله .

وروى الإمام أحمد والترمذي وأبو داود والدارقطني عن عروة البارقي -رضي الله تعالى عنه- قال عرض للنبي صلى الله عليه وسلم جلب فأعطاني دينارا ، وقال : «أي عروة! ائت الجلب ، فاشتر لنا شاة» ، فأتيت الجلب ، فساومت صاحبه ، فاشتريت منه شاتين بدينار ، فجئت أسوقهما ، أو قال : أقودهما ، فلقيني رجل فساومني فبايعته شاة بدينار ، فجئت بالدينار وجئت بالشاة ، فقلت : يا رسول الله هذا ديناركم ، وهذه شاتكم ، قال : وصنعت كيف ؟ قال : فحدثته الحديث ، فقال : اللهم بارك له في صفقة يمينه ، فقد رأيتني أقف بكناسة الكوفة فأربح أربعين ألفا قبل أن أصل إلى أهلي . زاد أحمد : وكان يشتري الجواري ويبيع . زاد الترمذي : فيربح الربح العظيم . وكان من أكثر أهل الكوفة مالا . زاد الإمام أحمد والبخاري في رواية : فكان لو اشترى التراب لربح فيه .

وروى أبو داود والترمذي والدارقطني عن حكيم بن حزام -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حكيم بن حزام يشتري له أضحية بدينار ، فاشتراها بدينار ، وباعها بدينارين ، فاشترى أضحية بدينار ، وجاء بدينار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضح بالشاة ، وتصدق بالدينار ، ودعا له أن يبارك له في تجارته .

وروى البخاري تعليقا عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان .

وروى أبو داود عن جابر قال : أردت الخروج إلى خيبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه ، وقلت له : إني أريد الخروج إلى خيبر ، فقال : إذا أتيت وكيلي فخذ منه خمسة عشر وسقا ، فإن ابتغى منك آية فضع يدك على ترقوته .

وروى الإمام أحمد في رواية حميد الشامي ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج .

التالي السابق


الخدمات العلمية