سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث عشر : في لبسه صلى الله عليه وسلم الدرع والمغفر ، وسيفه والبيضة ودرقته وقبيعته وقوسه وحجفته

وروى البخاري عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبته : اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، الحديث . وفيه : فخرج وهو في الدرع ، وهو يقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر [القمر : 45] .

وروى الإمام أحمد والنسائي والبيهقي والترمذي في الشمائل وأبو داود عن السائب بن يزيد -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد .

[ ص: 116 ] وروى الترمذي وقال حسن غريب عن الزبير بن العوام -رضي الله تعالى عنه- قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد الحديث .

وروى الشيخان عن سهل بن سعد -رضي الله تعالى عنه- أنه سئل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فقال : جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه . الحديث .

وروى الشيخان عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح على رأسه المغفر . الحديث .

وروى الشيخان عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وأشجع الناس ، وأجود الناس ، ولقد فزع أهل المدينة فخرجوا نحو العيون فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عري وفي عنقه السيف ، وهو يقول : لن تراعوا لن تراعوا ، ثم قال : وجدناه لبحرا وإنه لبحر .

وروى أبو داود والترمذي وقال : حسن غريب والنسائي وقال : منكر عنه -رضي الله تعالى عنه- قال : كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة .

وروى الإمام أحمد والترمذي عن ابن سيرين -رحمه الله تعالى- قال : صنعت سيفي على سيف سمرة -يعني ابن جندب- وزعم سمرة أنه صنع سيفه على سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حنفيا .

وروى الترمذي وقال : حسن غريب عن مزيدة العصري -رضي الله تعالى عنه- قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وعلى سيفه ذهب وفضة ، فسئل عن الفضة فقال : كان قبيعة السيف فضة .

وروى الإمام أحمد والترمذي وقال : حسن غريب ، والبيهقي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنصل سيفه ذا الفقار يوم بدر .

وروى الإمام أحمد موصولا عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول [ ص: 117 ] الله صلى الله عليه وسلم : «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تبارك وتعالى لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم» .

ورواه البخاري تعليقا بلفظ : ويذكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : «جعل رزقي تحت ظل رمحي» الحديث .

وروى البيهقي عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : «كان بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية ، فرأى رجلا بيده قوس فارسية ، فقال : ما هذه ؟ ألقها وعليكم بهذه وأشباهها ، ورماح القنا؛ فإنهما يزيد الله لكم بهما في الدين ، ويمكن لكم في البلاد» .

وروى الطبراني عن عبد الله بن بسر -رضي الله تعالى عنه- قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى خيبر فعممه بعمامة سوداء ، ثم أرسلها من ورائه ، أو قال : على كتفه اليسرى ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الجيش وهو متوكئ على قوس ، فذكر نحو الذي قبله .

وروى مسلم عن سلمة بن الأكوع -رضي الله تعالى عنه- قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية عزلا ، يعني ليس معه سلاح ، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة أو درقة .

الرابع عشر : في ترتيبه صلى الله عليه وسلم الصفوف ، والتعبئة عند القتال

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة» .

وروى أبو داود عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله تعالى عنه- قال : عبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر ليلا .

وروى الإمام أحمد عن أبي أيوب -رضي الله تعالى عنه- قال : صففنا يوم بدر فبدرت منا بادرة أمام الصف ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : معي معي .

وروى الإمام أحمد عن عمار بن ياسر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه .

[ ص: 118 ] الخامس عشر : فيما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ووعظه العسكر

روى ابن أبي شيبة عن أيوب -رحمه الله تعالى- قال : حدثني رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم قال : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل العسفاء والوصفاء .

وروى أبو داود عن أبي موسى -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الصوت عند القتال .

وروى أبو داود عن قيس بن عباد -رضي الله تعالى عنه- قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال .

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده .

وروى الشيخان عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : وجدت امرأة مقتولة في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ، وفي لفظ : «فنهى» .

وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه ، قال : اخرجوا بسم الله ، فقاتلوا في سبيل الله ، من كفر بالله ، ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع .

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وقال حسن صحيح غريب عن سمرة بن جندب -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقتلوا شيوخ المشركين ، واستبقوا شرخهم» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود والبيهقي عن صفوان بن عثمان -رضي الله تعالى عنه- قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال : «سيروا بسم الله ، وفي سبيل الله ، ولا تمثلوا ولا تغدروا ، ولا تقتلوا وليدا» .

وروى الإمام أحمد عن ثوبان -رضي الله تعالى عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في [ ص: 119 ] من قتل صغيرا أو حرق نخلا أو قطع شجرة مثمرة ، أو ذبح شاة لإهابها لم يرجع كفافا .

وروى الشيخان عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير ، وقطع أشجارهم .

وروى أبو داود والبيهقي عن أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عهد إليه قال : أغر على أبنى صباحا وحرق .

وروى الإمام أحمد عن كثير بن السائب -رحمه الله تعالى- قال : حدثني ابنا قريظة أنهم عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن قريظة ، فمن كان منهم محتلما أو نبتت عانته قتل ، وإلا فلا .

وروى الطبراني عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- قال : حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بني النضير .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي ثعلبة -رضي الله تعالى عنه- قال : كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فعسكر ، تفرقوا عنه في الشعاب والأودية ، فقام فيهم ، فقال : إنما تفرقتم في الشعاب والأودية ، إنما ذلك من الشيطان .

قال : فكانوا بعد ذلك إذا نزلوا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال : إنك لو بسطت عليهم ثوبا لعمهم ، أو نحو ذلك .


وروى أبو داود عن سمرة بن جندب -رضي الله تعالى عنه- قال : أما بعد ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة ، والصبر والسكينة إذا قاتلنا .

وروى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال : إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج : إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا ، وإنه لا يعذب بالنار إلا الله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية