سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في نهيه -صلى الله عليه وسلم- عن الغلول وتركه أخذ المغلول من الغال إذا جاء به بعد القسمة ، وتركه الصلاة على الغال ، وإحراقه متاع الغال ، وإكفائه قدورا؛ لأنها أنهبت من الغنيمة

وفيه أنواع :

الأول : في نهيه عن الغلول وإخباره صلى الله عليه وسلم بأن الغال في النار

روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنه- قال : كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة ، فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هو في النار ، فوجدوا عباءة قد غلها» .

وروى مسلم عن عدي بن عمرة -رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يؤتى به يوم القيامة ، فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه ، فقال : يا رسول الله ، اقبل عني عملك ، قال : وما لك ؟ قال : سمعتك تقول كذا وكذا ، وأنا أقوله الآن : من استعملناه منكم على عمل فيجيء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى .

وروى أيضا عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال : لما كان خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : فلان شهيد ، وفلان شهيد ، حتى مروا على رجل ، فقالوا : فلان شهيد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «كلا ، إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة . وروى أن الشملة التي غلها يوم أحد لتلتهب عليه نارا» .

الثاني : في إحراقه صلى الله عليه وسلم متاع الغال

روى أبو داود عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه» .

الثالث : في إكفائه صلى الله عليه وسلم قدورهم

روى أبو داود عن عاصم عن أبيه عن رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 133 ] في سفر فأصاب الناس حاجة شديدة وجهد ، وأصابوا غنما فانتهبوها ، فإن قدورنا لتغلي إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على قوسه فأكفأ قدورنا بقوسه ، ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ، ثم قال «إن النهبة ليست بأحل من الميتة» .

التالي السابق


الخدمات العلمية