تنبيهات
الأول : الظاهر أن
اليهود كانوا يحمدون وإلا لما شمتهم النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني : قال
النوري : - رحمه الله تعالى-
يستحب وضع اليد على الفم إذا حصل التثاؤب في الصلاة ، أو خارجها ، وإنما يكره للمصلي وضع يده على فمه إذا لم يكن حاجته لها كالتثاؤب ونحوه .
الثالث : قوله
nindex.php?page=hadith&LINKID=662319«فإن الشيطان يدخل» : قال
الحافظ : يحتمل أن يراد به الدخول حقيقة ، ويحتمل أن يراد بالدخول : التمكن منه .
الرابع : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضى والإرادة أي : أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا ، لأنها حالة تتغير فيها صورته ، فيضحك منه إلا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي : قد بينا أن كل فعل مكروه أضافه الشرع إلى الشيطان ، لأنه واسطة ، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملك ، لأنه واسطة ، قال : والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التكاسل ، وذلك بواسطة الشيطان ، والعطاس من تقليل الغذاء وينشأ عنه النشاط ، وذلك بواسطة الملك .
وقال
النووي : - رحمه الله تعالى-
أضيف التثاؤب إلى الشيطان ، لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن ، واسترخائه وامتلائه ، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد عنه ذلك ، وهو التوسع في المآكل .
قال العلماء : ومعنى
nindex.php?page=hadith&LINKID=688127«إن الله يحب العطاس» أن سببه محمود ، وهو خفة الجسم التي تكون لقلة الأخلاط وتخفيف الغذاء ، وهو أمر مندوب إليه ، لأنه يضعف الشهوة ، ويسهل الطاعة والتثاؤب بضد ذلك ، وفي فتاوى شيخنا- رحمه الله تعالى- الجمع بين
قوله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504024«العطاس في الصلاة والنعاس والتثاؤب من الشيطان» كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي
وحديث
«إن الله يحب العطاس في الصلاة» رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- موقوفا
بسند ضعيف بأن المقام مقامان مقام إطلاق ومقام نسبي ، فأما مقام الإطلاق ، فإن
التثاؤب والعطاس في الصلاة كلاهما من الشيطان ، وعليه يحمل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي الأول ، وأما المقام النسبي ، فإذا وقعا في الصلاة مع كونهما من الشيطان فالعطاس أحب إلى الله تعالى من التثاؤب ، والتثاؤب
[ ص: 367 ]
فيها أكره إلى الله تعالى من العطاس فيها ، وعلى هذا يحمل أثر
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، فهو راجع إلى تفاوت رتب بعض المكروه على بعض ، هذا على تقدير ثبوت لفظ "في الصلاة" في الأثر .
الخامس : قال
الحافظ أبو الفضل العراقي : أكثر الروايات فيها أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=662318التثاؤب من الشيطان ، ووقع في رواية تقيدها بحالة الصلاة فيحتمل أن يحمل المطلق على المقيد في الأمر لا في النهي ، ويحتمل أن يكون كراهته في الصلاة أشد ، ولا يلزم من ذلك أن لا يكره في غير حالة الصلاة ، ويؤكد ذلك كونه من الشيطان ، وقد صرح
النووي- رحمه الله تعالى- في «التحقيق»
بكراهة التثاؤب أيضا في غير الصلاة ويؤيد ذلك لكونه من الشيطان .
السادس : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي : ينبغي
كظم التثاؤب في كل حال ما استطاع وإنما خص الصلاة ، لأنها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة ، انتهى .
السابع : قال
الحافظ أبو الفضل العراقي : قد جاء في الأثر نسب الشيطان في التثاؤب للمصلي .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في المصنف بسند صحيح عن
عبد الرحمن بن زيد أحد التابعين عن
كعب قال : نبئت أن للشيطان قارورة يشمها القوم في الصلاة كي يتثاءبوا ، وفي رواية قال :
إن للشيطان قارورة فيها تفوح ، فإذا قاموا للصلاة تنشقوها ، فأمروا عند ذلك بالانتثار .
الثامن :
من الخصائص النبوية عدم التثاؤب .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب وفي التاريخ
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة في مصنفه عن
nindex.php?page=showalam&ids=17354يزيد بن الأصم- رضي الله تعالى عنه- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504035«ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط» .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي عن
سلمة بن عبد الملك بن مروان وقد أدرك بعض الصحابة ، وهو صدوق «ما تثاءب نبي قط» .