الثالث :
أن لا يأتي أحد بمثل ما أتى به المتحدي مع أمن المعارضة ، وهو أحسن من التعبير بعدم المعارضة ، لأنه لا يلزم من عدم المعارضة امتناعها ، والشرط إنما هو عدم إمكانها وخرج بقيد «التحدي» الخارق من غير تحد ، وهو
الكرامة للولي ، وبالمقارنة الخارق المتقدم على التحدي كإظلال الغمام وشق الصدر الواقعين لنبينا صلى الله عليه وسلم قبل دعوى الرسالة ، وكلام
عيسى صلى الله عليه وسلم في المهد ، فإنها ليست معجزات وإنما هي كرامات ظهورها على الأولياء جائز ، والأنبياء قبل نبوتهم لا يقتصرون عن درجة الأولياء فيجوز ظهورها عليهم أيضا ، وحينئذ يسمى إرهاصا أي تأسيسا للنبوة ، وخرج أيضا بالمقارن المتأخر عن التحدي بما يخرجه عن المقارنة العرفية ، نحو ما رؤي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من نطق بعض الموتى بالشهادتين ، بما تواترت به الأخبار .
[ ص: 406 ]
وخرج أيضا بأمن المعارضة ، السحر المقرون بالتحدي ، فإنه تمكن معارضته بمثله من المرسل إليهم .