سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في تكثيره صلى الله عليه وسلم ماء الميضاة والقدح

روى الإمام أحمد والشيخان وأبو محمد بن جرير الطبري (عن أبي قتادة والبيهقي عن أنس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ، فقال لأبي قتادة : «أمعكم ماء ؟ » قلت :

نعم ، في ميضاة فيها شيء من ماء ، قال : «ائت بها» قال : فأتيته بها فقال لأصحابه : «تعالوا مسوا منها فتوضؤوا» ، وجعل يصب عليهم ، فتوضأ القوم ، وبقيت جرعة ، فقال : «يا أبا قتادة ، احفظها ، فإنها ستكون لها نبأ»
فذكر الحديث إلى أن قال : فقالوا : يا رسول الله ، هلكنا عطشنا ، انقطعت الأعناق ، فقال : «لا هلك عليكم» ثم قال : «يا أبا قتادة ، ائت بالميضاة» فأتيته بها ، فقال :

«أطلقوا لي غمري» - يعني قدحي- فحللته فأتيته به ، فجعل يصب فيه ويسقي الناس ، فازدحم الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أيها الناس أحسنوا الملأ ، فكلكم سيروى» ، فشرب القوم ، وسقوا دوابهم وركابهم وملؤوا ما كان معهم من إداوة وقربة ومزادة حتى لم يبق غيري وغيره ، قال : «اشرب يا أبا قتادة» ، قلت : اشرب أنت يا رسول الله ، قال : «ساقي القوم آخرهم شربا» فشربت ، وشرب بعدي ، وبقي في الميضاة نحو مما كان فيها وهم يومئذ ثلاثمائة
.

التالي السابق


الخدمات العلمية