سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
قصة أخرى .

روى البزار وأبو نعيم عن بريدة رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله قد أسلمت فأرني شيئا أزداد به يقينا ، قال : «ما الذي تريد ؟ » قال : ادع تلك الشجرة ، فلتأتك ، قال : «اذهب فادعها» ، فأتاها الأعرابي ، فقال : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمالت على جانب من جوانبها ، فقطعت عروقها ، ثم مالت على الجانب الآخر فقطعت عروقها حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : السلام عليك يا رسول الله ، فقال : «بم تشهدين ، يا شجرة ؟ » قالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك عبد الله ورسوله ، قال : «صدقت» ، فقال الأعرابي : حسبي حسبي ، مرها فلترجع إلى مكانها ، فقال : «ارجعي إلى مكانك ، وكوني كما كنت» ، فرجعت إلى حفرتها ، فجلست على عروقها في الحفرة ، فوقع كل عرق مكانه الذي كان فيه ، ثم التأمت عليها الأرض ، فقال الأعرابي : أتأذن لي يا رسول الله أن أقبل رأسك ورجليك ، ففعل ، ثم قال : أتأذن لي أن أسجد لك ؟ فقال : «لا يسجد أحد لأحد» .

التالي السابق


الخدمات العلمية