سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
قصة أخرى .

وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا ، فسد عليهما الباب ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يدعو له ، والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد معه نفر من الأنصار فقال : يا رسول الله ، إني جئت في حاجة ، وإن فحلين لي اغتلما ، وإني أدخلتهما حائطا ، وسددت عليهما الباب ، فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله عز وجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «قوموا معنا» فذهب حتى أتى الباب ، فقال : «افتح» ، فأشفق الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «افتح» ، ففتح ، فإذا أحد الفحلين قريب من الباب ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ائتني بشيء أشد به رأسه وأمكنك منه» ، فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر ، فلما رآه وقع ساجدا له ، فقال للرجل : «ائتني بشيء أشد به رأسه» ، فشد رأسه وأمكنه منه ، فقال : «اذهب فإنهما لا يعصيانك» .

التالي السابق


الخدمات العلمية