سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن عشر في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة وأمه رضي الله عنهما

روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما على وجه الأرض مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبني ، قلت : وما علمك ؟ قال : كنت أدعو أمي للإسلام؛ فتأبى ، فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يهدي أم أبي هريرة إلى الإسلام ، فدعا لها ، فرجعت ، فلما دخلت البيت قالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح كما كنت أبكي من الحزن ، فقلت : يا رسول الله ، قد استجاب الله دعوتك ، وهدى أم أبي هريرة ، فقلت : ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ، وأن يحببهم إلينا ، فقال : «اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما» فما على وجه الأرض مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبني وأحبه .

وروى الحاكم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : بينما أنا وأبو هريرة وغلام في المسجد ندعو ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال : اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي وأسألك علما لا ينسى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «آمين» فقلنا : يا رسول الله ، ونحن نسأل الله علما لا ينسى ، فقال : «سبقكما الدوسي» .

التالي السابق


الخدمات العلمية