سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس والثلاثون في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم لبكر بن شداخ الليثي رضي الله تعالى عنه

[روى ابن منده وابن عساكر عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي ، وكان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام ، فلما احتلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني كنت أدخل على أهلك ، وقد بلغت مبلغ الرجال ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم ، صدق قوله ولفظه ولقه الظفر» .

فلما كان من ولاية عمر جاء وقد قتل يهوديا فأعظم ذلك عمر وجزع وصعد المنبر ، وقال : إني ما ولاني الله تعالى ، واستخلفني بقتل الرجال أذكر الله رجلا كان عنده علم إلا أعلمني ، فقام إلي بكر بن شداخ فقال : أنا به ، فقال : الله أكبر ، بؤت بدمه ، فهات المخرج ، قال : بلى ، خرج فلان غازيا ووكلني بأهله ، فجئت إلى بابه ، فوجدت هذا اليهودي في منزله ، وهو يقول :


وأشعث غره الإسلام حتى خلوت بعرسه ليل التمام     أبيت على ترائبها ويمسي
على قوداء لاحبة الحزام     كأن مجامع الريلات منها
فئام ينهضون إلى فئام

قال : فصدق عمر قوله وأبطل دمه بدماء النبي صلى الله عليه وسلم] .

التالي السابق


الخدمات العلمية