سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع عشر في عصمته صلى الله عليه وسلم ممن قصد أذاه من الشياطين

روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه ، وأردت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم أجمعون ، فذكرت دعوة أخي سليمان " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " فرده خاسئا» .

قصة أخرى

روى الإمام أحمد عن أبي التياح قال : قلت لعبد الرحمن بن خنيش : كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين ؟ قال : تحدرت عليه الشياطين تلك الليلة من الجبال والأودية يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء جبريل فقال : يا محمد قل : فقال : «ما أقول ؟ » قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ، وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمان ، قال :

فانطفأت نارهم وهزمهم الله .


وروي عن أنس رضي الله عنه قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه إبليس يكيده فانقض عليه جبريل ، فدفعه بمنكبه ، فألقاه بوادي الأردن ، وروى أبو الشيخ والطبراني وأبو نعيم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ساجدا بمكة ، فجاء إبليس فأراد أن يطأ عنقه فنفخه جبريل نفخة فما استقرت قدماه حتى بلغ الأردن .

التالي السابق


الخدمات العلمية