الباب الثاني في موازاته ما أوتيه
آدم صلى الله عليه وسلم
في ذلك
أن الله تعالى خلقه بيده ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء ، وكلمه كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، وأوتي نبينا صلى الله عليه وسلم شرح صدره تعالى بنفسه ، وخلق فيه الإيمان والحكمة ، وهو الخلق النبوي فتولى من
آدم الخلق الوجودي ومن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق السوي مع أن المقصود كما مر بخلق
آدم خلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المقصود ،
وآدم الوسيلة والمقصود سابق على الوسيلة ، وأما سجود الملائكة
لآدم ، فقال
الإمام فخر الدين : إن الملائكة أمروا بالسجود لآدم لأجل أن نور محمد صلى الله عليه وسلم كان في وجهه ، ولله در القائل :
تجلى رسول الله في وجه آدم فصلى له الأملاك حين توصلا
وقال
الإمام سهل بن محمد : هذا التشريف الذي شرف الله به
محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله :
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . [الأحزاب 56]
[ ص: 265 ]
أتم وأجمع من تشريف
آدم عليه الصلاة والسلام بأمر الملائكة له بالسجود؛ لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة في ذلك التشريف ، فتشريف يصدر عنه وعن الملائكة والمؤمنين أبلغ من تشريف مختص به وبالملائكة ، وهذا وقع وانقطع ، وشرفه صلى الله عليه وسلم مستمر أبدا ، رواه
الواحدي في أسباب النزول عنه بسند صحيح ، وأما تعليم الأسماء ، فروى
الديلمي في مسند الفردوس عن
أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«مثلت لي أمتي في الماء والطين ، وعلمت الأسماء كلها كما علم آدم الأسماء كلها» .
قلت : وله شاهد عند
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث
أبي حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=956706«عرضت علي أمتي البارحة أدنى هذه الشجرة أولها إلى آخرها» فقال رجل : يا رسول الله ، عرض عليك من خلق ، فكيف من لم يخلق ؟ فقال : «صوروا إلي في الطين ، حتى إني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه» .