سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في قدر عمر النبي صلى الله عليه وسلم وقت بعثته وتاريخها

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم : الصواب أنه صلى الله عليه وسلم بعث على رأس الأربعين سنة ، هذا هو المشهور الذي أطبق عليه العلماء .

وقال السهيلي رحمه الله تعالى : إنه الصحيح عند أهل السير والعلم بالأثر .

وحكى القاضي عن ابن عباس وسعيد بن المسيب رواية شاذة أنه بعث على رأس ثلاث وأربعين سنة والصواب الأول .

وقال شيخ الإسلام البلقيني رحمه الله تعالى : كان سن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه جبريل في غار حراء أربعين سنة على المشهور . وقيل ويوما . وقيل وعشرة أيام . وقيل وشهرين وقيل وسنتين وقيل وثلاثة . وقيل وخمسا .

قال : وكان ذلك يوم الاثنين نهارا .

واختلف في الشهر . فقيل شهر رمضان في سابع عشره وقيل سابعه . وقيل رابع عشره .

وقال الحافظ : ورمضان هو الراجح لما سيأتي من أنه الشهر الذي جاور فيه في حراء فجاءه الملك . وعلى هذا يكون سنه حينئذ أربعين سنة وستة أشهر .

وقيل في سابع عشر شهر رجب . وقيل في أول شهر ربيع الأول . وقيل في ثامنه .

وعند أبي داود الطيالسي ما يقتضي أن مجيء جبريل لرسول الله عليهما الصلاة والسلام في حراء كان في آخر شهر رمضان . قال الحافظ : ولعله الراجح .

وروى الإمام أحمد والشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية